شرح صيغة المقارنه و التفضيل , Explanation of the comparison formula and preference

شرح صيغ المقارنة والتفضيل – Comparative and Superlative Forms

Comparative and Superlative Forms صيغ المقارنة والتفضيل

comparative form= صيفة مقارن
Superlative for = صيغةتفضيل

  • We use the comparative of adjectives when we compare two people, animals or things.
    نستخدم صفات المقارنة عندما نقارن بين (شخصين) , أو بين (حيوانين) , أو بين ( شيئين) ..الخ. المهم اثنين.
  • We use the superlative of adjectives when we compare one person, animal or thing with several of the same kind.
    نستخدم صفات التفضيل عندما نقارن شخص واحد, أو حيوان واحد, أو شيء في (الكل).

FORMATION الصياغة

Comparative: المقارنة
adjective + -er
للصفات القصيرة:
الصفة + -er
more + adjective
للصفات الطويلة : more + الصفة

John is older than Peter.
جون أكبر من بيتر.
My watch is more expensive than yours.
ساعتي أكثر غلاء من ساعتك. (طبعا ما قال كلمة ساعتك بالضبط قال yours يعني حقتك)

Superlative: التفضيل
the + adjective + -est
للصفات القصيرة
the + الصفة + -est
most + adjective
للصفات الطويلة:
most+الصفة
الأمثلة:
John is the oldest boy in his class.
جون هو الولد الأكبر في فصله.
لاحظ أننا فضلنا في الصفة فلم نقارن بين جون وولد آخر بل تفضيل في الصف يعني في الطلاب كلهم.
This watch is the most expensive of all.
هذه الساعة هي ( الأكثر غلاءا) في الكل.

كيف أعرف ان الصفة طويلة أو قصيرة؟ من مقاطع اللفظ. يعني فيها كلمات وانت تلفظها تحس انها فيها حرفين اثنين من حروف العلة وهذي يعني فيها مقطعين وبعضها بس مقطع واحد.. تابع الشرح لتفهم أكثر.

All one-syllable and most two syllable adjectives take -er / -est.
الصفات التي فيها مقطع واحد وأحيانا مقطعين نضيف لها في المقارنة er وفي التفضيل est
One-syllable adjectives ending in -e take -r / -st.
الصفات المنتهية بـ حرف e أكيد ما يحتاج انك تكرر الـe الموجود في er و est أضف الباقي فقط
يعني في الصفة safe أصلا فيها e بس كمل عليها r أو st
One-syllable adjectives ending in one vowel + one consonant, double the consonant before the -er / -est.
الصفات التي تحتوي على مقطع واحد وتنتهي بـ حرف علة + حرف ساكن ( ماذا نفعل هنا؟)
نضاعف الحرف الساكن الاخير لان قبله حرف عله. ونكمل er أو est
Adjectives ending in consonant + -y drop the y and take -ier /-iest.
الصفات المنتهية بـ حرف ساكن + y (ماذا نفعل هنا؟)
نسقط حرف الـ y يعني خلاص نزيلة ونضع بدلا منه i
Adjectives with three or more syllables and some two-syllable adjectives
take more + adjective /most + adjective.
الصفات التي تتكون من 3 مقاطع فأكثر وأحيانا التي لديها مقطعين,
فإننا نسبقها بـ كلمة more في المقارنة. ونسبقها بـ كلمة most في التفضيل.

لاحظ الصفات التالية. (إنها صفات قصيرة).
short – shorter – shortest
safe – safer – safest
big – bigger – biggest
easy – easier – easiest
لاحظ الصفة التالية: ( صفة طويلة)
dangerous – more dangerous – most dangerous

انتبه للجدول التالي, حيث يبين لك أن هناك صفات شاذة , يعني لا ينطبق عليها الكلام السابق. بل تتغير الكلمة كليا في المقارنة و التفضيل.

صيغ أخرى للمقارنة.
Other Forms of Comparison
as + adjective + as
مثال:
My car is as fast as yours. (= My car and your car are equally fast.)
سيارتي سريعة كسيارتك. (طبعا ما عاد كلمة كسيارتك) يعني بلهجتنا سيارتي سريعة مثل حقتك.

not as + adjective + as
مثال:
He’s not as clever as you are. (=You are cleverer than he is.)
إنه ليس بذكائك.

الاخوة و اختيار الاصحاب ؟ .

غلا العنزي .

المقدمة:

السلام عليكم ورحمة الله وباركاته , اما بعد :لا يوجد شخص يستطيع الاستغناء عن أصحابه، فالصداقة كنز يمتلكه الإنسان طوال حياته لذلك يجي اختيار الصديق الصالح الذي يدفعك للأمام، فمنذ القدم تُعرف الصداقة وبالفعل كُتب عنها العديد من الشعراء وأصحاب الأقلام، وذكر الكثير عنها من أعميتها والاختيار الجيد، كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم ” المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”، وقد ذكرها القدماء أن “الصاحب ساحب”

والجدير بالذكر أن الصحبة تأثيرها ممتد في الآخرة وليس في الدنيا فقط ، قال تعالى عن الصحبة الصالحة : {الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ} .. اما عن الصحبة السيئة قال تعالى : {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولا}. ولذلك فيجب على كل إنسان عاقل أن يعرف كيف يختار الصديق والصاحب الصالح الذي يأخذه الى الطريق الحق.

الأخ هو رفيق الدرب هو روح الحياة، والحياة من غير أخ لا طعم لها ولا لون، لأن الأخ يعطيها أمل وتفاؤل، والأخوة جميلون دائماً مع بعضهم في كل المواقف والأمور فالأخ هو السند الوحيد لنا عند حاجتنا.

كان يعيش في إحدى المزارع الجميلة ، ثلاثة أخوة مع والدهم وكانوا يقومون بمعظم الأعمال لمساعدة والدهم ، ولكن كانوا يتشاجرون كثيراً مما كان يحزن الأب ، ولم يتوقف الأخوة عن المشاجرة ، حتى في طريقهم إلى السوق لبيع محصول مزرعتهم ، من الخضار .

فكان منهم من يقود العربة ومنهم من يمسك بصناديق الخضار ، لئلا تسقط على الأرض فكانوا يتشاجرون حول أي منهم ، من يمسك العربة وأي منهم من يمسك ، صناديق الخضار لئلا تسقط على الأرض .

حتى وصلوا أخيراً إلى السوق فوقفوا في منتصف السوق ، لبيع الخضار وكان الطقس ذلك اليوم حار ، والشمس تطلق أشعتها الساخنة ، فذهب الأخ الأوسط لتناول كوب من العصير ، وأوصى أخيه الأكبر وأخيه الأصغر بالبيع ، والاهتمام بالعربة والخضار لحين عودته .

وبعد قليل شعر الأخ الأصغر بشدة الحرارة ، فقرر الذهاب للسباحة في البحيرة الموجودة بالقرب من سوق القرية ، وترك أخيه الأكبر يهتم بالبيع لكن الأخ الأكبر ، اغتاظ من الأخ الأوسط والأخر الأصغر لتركهما له وحده ، يبيع الخضار

ففضل النوم مستنداً على العربة وترك العربة والخضار ، وراح في نوم عميق حتى جاء الكثير من الناس لشراء الخضار ، لكنه ظل نائماً فتركه الناس وبحثوا عن بائع آخر ، وعند غروب الشمس عاد الأخ الأصغر من البحيرة ، بعد أن قضي اليوم كله يسبح ويمرح هناك ، وقال في نفسه أن أخيه الأكبر سيهتم بالبيع ، فقرر عدم العودة له إلا بعد غروب الشمس وعندما تصبح ماء البحيرة باردة .

وعندما عاد وجد أخيه الأوسط يتشاجر مع الاخ الأكبر ، لأن عربة الخضار قد سرقت وكل ما عليها لم يعد موجوداً ، وعلم أنه كان نائماً ولم يراقب العربة فبدأ الأخوة الثلاثة يتشاجرون ويلوم ، كل واحد الأخر .

وعندما عادوا إلى والدهم وعلم بسرقة العربة والخضار ، وما لحق به من خسارة كبيرة بدل من مكسب توقعه ، اجتمع بهم ليعرف من تسبب في سرقة العربة والخضار ، فبدأ الأخ الأكبر يلوم الأصغر لأنه تركها ، وذهب للسباحة .

وبدأ يلوم الأخ الأوسط لأنه ذهب لشرب العصير ، ولام الأخ الأصغر الأخ الأكبر لأنه نام ولم يهتم بمراقبة العربة والخضار ، وزادت حدة الشجار فصاح الأب وطلب منهم الكف عن الجدل والصياح ، وقال لهم : انتم لستم أخوة .

ودخل الأب إلى غرفته وأخبرهم بأنه غداً هو يوم هام للحصاد ، وعليهم العمل في الصباح الباكر ولا مجال للكسل ، ولا مجال للشجار وفي صباح اليوم التالي ، وقد كان يوم الحصاد استيقظ الأب ، ولكن لم يستيقظ الاخوة الثلاثة .

فكل واحد قال في نفسه يكفى أن يصطحب والدهم واحداً منهم فقط ، وظن كل واحد أنه سيصطحب الأخر وليس هو ، فغضب الأب من كسلهم وحاول إيقاظهم لكنهم كانوا متعبين من شجارهم بالأمس .

فرحل الأب هو وزوجته ليحصد المحصول ، وترك أولاده نيام وعندما عاد الأب قرر أن يلقن أولاده ، درساً لا ينسى فأجتمع بهم مرة أخرى ، وأعطى لكل واحد عصا خشبية ، وطلب من كل واحد محاولة كسرها .

فتمكن كل من الثلاثة من كسر العصا كل واحد بمفرده ، ثم أعطاهم مجموعة مربوطة من العصي الخشبية ، وطلب من كل واحد كسرها ولن يتمكن أي منهم كسرها ، فقد كانت مجموعة قوية من الاخشاب ، لن يتمكن أحد من كسرها .

وهنا أوضح الأب اهمية تعاونهم ، واتحادهم معاً لانجاز الامور فالتعاون فيه قوة وإتقان ، وسرعة في إنجاز العمل فتعلم الاخوة الثلاثة ، أن الشجار والخصومة ما هو إلا مضيعة للوقت ، وعليهم التعاون والاتحاد لأن فيه تكمن القوة .

أهمية الأخوة والمصاحبة

لا يوجد إنسان يستطيع الاستغناء عن اصدقائه وأصحابه او اخلائه ، فالصداقة معروفة منذ قديم الزمان وكتب عنها الكثير من الشعراء وأصحاب الأقلام ، وقيل الكثير عن أهمية الصداقة واختيار الصديق ، فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : ” المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل” ، ومن أقوال القدماء أن الصاحب ساحب .

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه .. فكل قرين بالمقارن يقتدي

والصحبة تأثيرها ممتد في الآخرة وليس في الدنيا فقط ، قال تعالى عن الصحبة الصالحة : {الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ} .. اما عن الصحبة السيئة قال تعالى : {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولا}. ولذلك فيجب على كل إنسان عاقل أن يعرف كيف يختار الصديق والصاحب الصالح الذي يأخذه الى الطريق الحق.

كيفية اختيار الصاحب الصالح

قبل البدء في تحديد شروط اختيار الصديق الصالح ، يجب أولا تحديد الهدف من اختيار هذا الصديق ، وقد تم تقسيم الأصدقاء  ـ كما قال المأمون: “الإخوان على ثلاث طبقات: فإخوان كالغذاء لا يستغنى عنهم أبدا، وهم إخوان الصّفاء، وإخوان كالدواء يحتاج إليهم في بعض الأوقات، وهم الفقهاء، وإخوان كالدّاء لا يحتاج إليهم أبدا، وهم أهل الملق والنفاق لا خير فيهم”.

وحسب الهدف من الصديق يتم تحديد أسس اختيار ، صاحب المرح ليس مثل صاحب السفر وصاحب الدنيا ليس كصاحب الآخرة وزميل الدراسة ليس كزميل العمل، وصاحب السعة ليس كمن يعد لوقت الحاجة والضيق.

حسن الدين

وقد قيل في الحديث الشريف الذي رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري أنه سمع سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: [لا تصحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي].

فيجب ان يكون الصديق متدين ، تقي نقي ، لان الصاحب غير النقي يساعد على خلل الدين ، والوقوع في الشبهات والمحظورات ، وتنقص المروءة، ولا تخلو عن فساد بمتابعة فعل، أو الابتعاد منكر، لان الصاحب يكون شبيه صاحبه للتشبه فإن الطباع سراقة والجبلة تحمل على التأسي والاقتداء وهذا معروف بالتأكيد .. حيث قيل : “ما شيء أسرع من فساد رجل وصلاحه من صاحبه، ويظن بالمرء ما يظن بقرينه”.

حسن العقل

لان العقل الحكيم يؤدي إلى الأمور الطيبة الصحيحة ، ومعاداة شخص عاقل افضل من مصادقة الأحمق، فإنه من حمقه .. ربما أراد نفعا فأضر.. قال علي: لا تصحب الأحمق فإنه يجهد نفسه لك ولا ينفعك، وربما ضرك من حيث أراد نفعك، سكوته خير من نطقه، وبعده خير من قربه، وموته خير من حياته. ولذلك يجب تجنب مصاحبة او حتى معاداة الشخص الأحمق.

الصدق

والمقصود به الصدق في المحبة والمودة والصدق في الحديث ، حيث ان الصديق الصادق هو الذي يستمر ويدوم طوال العمر أما الصديق الكاذب فيكون مثل السراب الذي يلمع ولكنه لا ينفع بشئ  يقرب البعيد، ويبعد القريب..وقد كره الكثير من الكتاب والشعراء سلوك الكذب.

وقد خطب أبو بكر يوما فقال: “ألا إن الصدق والبر في الجنة، ألا إن الكذب والفجور في النار”… كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا

الإنصاف

يعتبر الإنصاف من أجمل صفات البشر واندرها في الوجود ، بالرغم من شدة الحاجة إليها وأهميتها ، ولكنه شرط الصحبة الطيبة  ، لأن الإنصاف هو العدل في حالة الاختلاف او الائتلاف … وقد روى البزار عن نبينا المختار: [ثلاث من الإيمان: الإنفاق من الإقتار، وبذل السلام للعالم، والإنصاف من نفسه]. وهذا أعز الإنصاف.. قال تعالى: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا}.

والشخص المنصف لا يكذب او يداهن ، ولت يظلم في الحكم إذا أبغض أو خالف ولا يفجر في خصومته . وأما غير المنصف فكما قال الشاعر:

وإخوان حسبتهم دروعا .. فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهاما صائبات .. فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منا قلوب .. لقد صدقوا ولكن عن ودادي.

الرغبة في الصحبة

يجب ان يكون الصاحب محب لهذه المصاحبة والمصادقة وصادقا فيها ، لان طلب الود عند من لا ود له يعتبر طعن في العقل ، ومحبة من لا يحبك حماقة .

حسن الخلق

ويقصد بها مكارم الأخلاق بصفة عامة ، حيث يجب أن يكون الصديق مرضيا في أفعاله محمودا في أخلاقه محبا للخير وكارها للشر وناهيا عنه ، لأن ومصاحبة الشرير تزيد الأعداء وتفسد الأخلاق ،  والمودة التي تورث المذمة وتجلب العداوة لاخير فيها .

قال ابن المعتز: إخوان الشر كشجر النارنج يحرق بعضها بعضا.. وقال غيره: صحبة الأشرار تورث سوء الظنبالأخيار، ومن خير الاختيار صحبة الأخيار، ومن شر الاختيار صحبة الأشرار، ولا شيء أضيع من مودة من لا وفاء له واصطناع المعروف عند من لا شكر له.
احــذر مودة مـــاذق …. شاب المرارة بالحلاوة
يحصي الذنوب عليك أيـ .. ـام الصداقة للعداوة

المشاكلة والموافقة

يجب أن يصاحب الإنسان من يشابهه ويماثله ، فإن التجانس هو أساس الائتلاف و الإخاء ، حيث يزيد بزيادته وينقص بنقصانه ـ عن عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري قال عليه الصلاة والسلام: [الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف].

الصاحب للصاحب كالرقعة في الثوب، إن لم تكن منه شانته.
وما صاحب الإنسان إلا كرقعة .. على ثوبه فليتخذها مشاكلا

وقيل أيضا:

ولا يصحب الإنسان إلا نظيره .. وإن لم يكونا من قبيل ولا بلد

من الصعب أن يعيش المرء بلا أنيس، فلا يخلو أحد منا إلا وله صاحب، وكلٌّ يدعي أن صاحبه هو الأفضل وإلا لما صاحبه، وكما قيل: كلٌّ يدعي وصلاً بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك. والنبي صلى الله عليه وسلم حثنا على الصحبة الصالحة، فقال: (لا تصاحب إلا مؤمنًا) رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن وحسنه الألباني. قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: قوله: لا تصاحب إلا مؤمناً، أي كاملاً،

بل مكملاً، أو المراد منه النهي عن مصاحبة الكفار والمنافقين، لأن مصاحبتهم مضرة في الدين، فالمراد بالمؤمن من جنس المؤمنين. اهـ. وقال عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) صححه الحاكم ووافقه الذهبي. ولهذا قيل في الأمثال والحكم المشهورة: «لا تسأل عن المرء ولكن اسأل عن صاحبه».

السؤال الذي يتبادر إلى الذهن حين يقال «عليك بالصحبة الصالحة»: من هو الصالح؟ يجيب على هذا السؤال العلامة ابن عثيمين- رحمه الله- في شرح «كشف الشبهات»: الصالح: هو الذي قام بحق الله وبحق عباد الله. اهـ. حق الله شرحه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (حق الله أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا) رواه البخاري. وهو باختصار: تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، واجتناب كل ما نهى عنه وزجر، وألا تعبده إلا بما شرع وقرر. وحق العباد على العباد ألا يظلموا بعضهم البعض، قال عليه الصلاة والسلام: (تكف شرك عن الناس فذلك صدقة) متفق عليه. وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك؛ إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه رائحة طيبة، كما شبه الجليس السوء بنافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة. قال العلامة ابن عثيمين في لقاءات الباب المفتوح (رقم898): قرناء السوء كالنار تحرق الثوب شيئا فشيئا حتى تأتي إلى الجسد فتأكله. اهـ. وبعد أن عرفنا من هو الصالح، لا بد أن نعرف لماذا نصاحب الصالحين؟ وما هي الثمرة؟ الثمرة أنه يعينك في حياتك، ويكون سببًا في تذكيرك بكل خير، فتفعل الصالحات وتجتنب المنكرات، وهذا ينفعك بعد مماتك عندما تحتاج إلى الحسنات. قال العلامة ابن باز في فوائد من التفسير ص 150: من كان ليس على دينك فهو حري بالعداء والغمار الشر، والإعانة على كل ما يضر. اهـ. وهذا واقع ومشاهد وملموس. فلو سب رجل أباك، هل تصاحبه؟ لا، لأنه يهينك ولا يريد لك الخير! وهنا نفهم عندما قيل لأحد السلف: لماذا لا تنظر إلى فلان واذا مررت به صديت عنه؟ فقال: كيف أنظر إلى من يسب الله وينسب له الولد؟ فشتان بين من يَحذر هذا الصنف وبين من يتخذه خليلًا ويجالسه ليل نهار! قال تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا(27)يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا (28) سورة الفرقان. ذكر الطبري في تفسيره بإسناده إلى الشعبي أنه قال في قوله: {ليتني لم أتخذ فلانا خليلا} قال: كان عقبة بن أبي معيط خليلا لأمية بن خلف، فأسلم عقبة، فقال أمية: وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمدا، فكفر؛ وهو الذي قال: {ليتني لم أتخذ فلانا خليلا}. اهـ.

وقد يتساءل بعض الفضلاء فيقول: ما الضرر الذي يحصل اذا صاحبت من عادى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ الجواب: هذه المصاحبة تكون سببًا في العذاب. قال تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسّكُمْ النَّار) سورة هود آية 113. قال أبو العالية الرياحي: لا ترضوا بأعمالهم، وقال ابن عباس: معنى الركون: الميل. وأيضًا مصاحبة من حاد الله سبب في الهلاك؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم). قالت: قلت يا رسول الله، كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: (يخسف بأولهم وآخرهم، ثم يبعثون على نياتهم) متفق عليه، وهذا لفظ البخاري. قال العلامة ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين: وفي هذا الحديث عبرة: أن من شارك أهل الباطل وأهل البغي والعدوان فإنه يكون معهم في العقوبة الصالح والطالح، العقوبة إذا وقعت تعم ولا تترك أحدا ثم يوم القيامة يبعثون على نياتهم، يقول الله عز وجل: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب). اهـ.

وما هي نتيجة من صبر عن مصاحبة جلساء السوء؟ الجواب: يعوضهم الله بالرضا عنهم لما أسخطوا الناس في الله. قال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) سورة المجادلة آية22. قال الدكتور عبدالله الفوزان في حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول ص39: يقول علماء البلاغة: إن النفي أبلغ من النهي لأن النهي متعلق بالمستقبل، والنفي متعلق بالماضي والمستقبل، فيكون المعنى: لا تجد في أي وقت من الأوقات قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله. اهـ. وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره(280/8): وفيه سر بديع، وهو أنهم لما أسخطوا الأقارب والعشائر في الله عوضهم الله بالرضا عنهم، وأرضاهم عنه بما أعطاهم من النعيم المقيم والفوز العظيم والفضل العميم. اهـ. وكان سلفنا الصالح حريصين كل الحرص في اصطحاب الصالحين والجلوس معهم للافادة والاستفادة. وقد أوصانا عليه الصلاة والسلام بوصية عظيمة حين قال: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز». قسم العلماء ما يحرص عليه المرء في حياته إلى ثلاثة أمور: (1) أمور تنفع، وقد حثنا النبي عليه الصلاة والسلام على ذلك. (2) أمور تضر، وقد نهى الشارع الحكيم عن كل ما يضر، وهذا يدركه المرء بفطرته. (3) أمور لا تنفع ولا تضر، وهذا لا يفعله العاقل إلا بقدر الحاجة، ولا يكثر منه لأنه سبب في تفويت ما هو مهم.